خطة الموضوع هي هيكل البحث الذي يقوم عليه، وأعني تقسيم الموضوع إلى أبواب وفصول ومباحث. و يشترط في هذه الخطة أن تكون منطقية متسلسلة، فلا يصح أن يكون ما هو من سبيل المقدمات تجعله في النهاية، أو ما هو من قبيل النتائج فتجعله في البداية. كما أنه لابد أن يكون هناك تسلسل منطقي فيفضي كل باب إلى الذي يليه، وكل فصل إلى الذي يليه، وأن تكون ملائمة للموضوع. فكيف أصنع خطة الموضوع ؟
بعد اختياري للموضوع أقوم باختيار العنوان المناسب للفكرة التي أريدها
والعنوان من أهم الأمور المؤثرة على خطة الموضوع، بل هو من أكبر الأدلة على فهمك لما تريد، من جهة مدى مطابقة العنوان لموضوع لبحث، وهذه قضية هامة.
وتقسيمات البحث عادة تعتمد على عناصر العنوان
فخطة موضوع عنوانه “ابن حجر ومنهجه في فتح الباري” تختلف عن خطة موضوع عنوانه “منهج ابن حجر في فتح الباري“؛
– ففي العنوان الأول: ترجمة ابن حجر أساسية في الخطة وهيكل الموضوع، فتكون في باب أو قسم كبير من البحث.
– وفي العنوان الثاني: ترجمته فرعيه تكون في تمهيد أو مدحل فقط.
وتُرَتِّبُ الخطة على أساس ترتيب العنوان
• وأول طريقة لوضع الخطة: أن تكتب في ورقة كل العناصر التي في ذهنك عن الموضوع، وكل ما اقتنصته أثناء الإعداد من مسائل في مواضعها في الكتب تثبتها باسم الكتاب وموضعها منه، فتجتمع عندك عناصر الموضوع.
تنظر فيها وتتأمل وتبدأ تجمع العناصر القريبة من بعضها البعض في دوائر، ثم تنظر في الموضوع هل يكون في بابين أو ثلاثة حسب العنوان، ثم تنقل كل دائرة للعناصر تحت الباب المناسب لها، فيصير عندك تحت كل باب مجموعة من الدوائر المحتوية على عناصر، تأخذ كل باب بما تحته على حدة وتنظر فيه وتجتهد في جعل كل دائرة بما يناسبها إما فصلًا أو مبحثًا ضمن فصل، فيتشكل عندك لكل باب فصول، ولكل فصل مباحث.
وهذه الآن خطة الموضوع قد برزت أمامك، كل الذي عليك أن تعرضها على مرشدك أو موجهك، أو أحد إخوانك لتتشاور معه فيها.
ويمكنك الاستعانة بالطريقة الثانية لتكميل الطريقة الأولى في وضع الخطة.
• ثاني طرق وضع الخطة: أن تبحث عن كتاب عنوانه قريب من عنوانك الذي تريده للموضوع، وتأخذ خطته وتحورها إلى ما يناسب عنوانك.
فمثلاً إذا كان عنوانك هو “منهج ابن كثير في التفسير”، فيمكنك أن تستفيد من كتب مطبوعة في منهج البغوي في التفسير، أو منهج الخازن في التفسير فتستفيدَ منها في عمل خطتك أو تنقيحها بما يناسب خصوصية موضوعك.
• ثالث الطرق: أن تفسم الموضوع على أساس العلم نفسه، فمثلًا أنت تريد أن تكتب في منهج ابن حجر في فتح الباري، فأقول لك قسم الموضوع إلى بابين:
– الباب الأول: علم الرواية في فتح الباري،
– والباب الثاني علم الدراية في فتح الباري.
وضع تحت كل باب الفصول المناسبة بحسب العلم:
– تحت الباب الأول يدخل: الكتب التي نقل عنها، طريقته في النقل، رواية صحيح البخاري التي اعتمدها في الشرح… الخ.
– وتحت الباب الثاني يدخل: قضايا التصحيح والتضعيف، طريقته في الشرح، طريقته في الكلام على الرواة… الخ
هذه طرق وضع خطة موضوع البحث العلمي
مقال مستفاد من الموقع الرسمي للشيخ محمد بن عمر بازمول: كيف تصنع خطة لموضوع بحثك
جزاك الله خيرا
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم:
« العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر»
[«جواهر الأدب» للهاشمي (194)]
بارك الله ونفع بكم
كتب المبرد
السلام عليكم جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع ووبارك الله فيكم
قال العلامة المعلمي رحمه الله
واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شئ من الخطأ
ابتلاء لغيره؛أيتبعون الحق ويدعون قوله؛أم يغترون بفضله وجلالته؟
وهو معذور؛ بل هو مأجور ﻹجتهاده وقصده الخير؛لكن؟؟؟ من اتبعه مغترا بعظمته بدون التفات إلى الحجج الحقيقية من كتاب الله وسنة رسوله فلا يكون معذورا؛بل هو على خطر عظيم
الفرق بين العالم الطالب للدليل؛ والجاهل الظالم !
قال ابن القيّم -رحمه الله- :
” إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم،طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.”
{إعلام الموقعين} (1/308)
السسلام عليك أبا عبد الرحمن وبعد، جزاك الله خيرا على هذه الفائدة الطيبة.
للعرب فعل لا يقوله غيرهم :
تقول : عاد فلان شيخا , و هو لم يكن قطّ شيخا , و عاد الماء آجنا , و هو لم يكن كذلك.
و قال تعالى : (( حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )) (يس : 39 ) , فقال : عاد , و لم يكن عرجونا قبل.
وفي كتاب الله تعالى : (( يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )) ( البقرة : 257) , و هم لم يكونوا في نور من قبل.
و قال تعالى حكاية عن شعيب -عليه السلام- : (( قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم )) (الأعراف : 89) , و لم يكن في ملّتهم قطّ.
و مثله قوله – عزّ و جلّ- : (( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ )) ( النحل : 70) , و هم لم يبلغوا أرذل العمر فيردّوا اليه . ّ
(( فقه اللغة )) للثعالبي (ص378) , و (( المزهر )) (330/1).
الفائدة وجدتها في كتاب (( فضل العربية و وجوب اتباعها على المسلمين )) ص 181
للشيخ : أبي عبد الله محمّد سعيد رسلان حفظه الله و غفر له
جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن، فائدة طيبة جدا.